الأناركية ( التحررية ) و الدين

Date:

ورقة موقف حركة تضامن العمال1 –الأناركيون ماديون . نحن نفهم أنه هناك أساس فعلي و حقيقي لحالة تنظيم المجتمع اليوم : لماذا يوجد هنا فقراء و أغنياء , لماذا يوجد من يفرض النظام و من عليه أن يخضع للنظام , لماذا يوجد هناك جوع و معاناة و بؤس على مستوى هائل – و نفهم كذلك كيف يمكن تغيير هذا . يرى الدين هذه الأشياء على أنها "معطاة من الله" و ومقبولة , فيجازى الفقراء بعد الحياة لقبولهم "قدرهم" في هذا الوضعية . هذا يعني أن الأناركية و الدين يتعارضان بشكل مباشر مع أحدهما الآخر .
2 – الدين , بطبيعته , يجب أن يكون تسلطيا - سواء لدرجة أكبر أو أقل . فهو يجب أن يقوم على "الإيمان" على السمع و الطاعة . تلعب الكنيسة في الواقع دورا هاما في اضطهاد النساء , المثليين جنسيا و كل من يسعى لتغيير العائلة التسلطية التقليدية . إنها تلعب دورا فعليا للغاية في كبت الجنسية . ليس من المصادفة أن الأصوليين من كل الأديان , من ايرلندا إلى إيران , هم في طليعة الحركة للدفع إلى الوراء بالمكاسب التي حققتها المرأة في العمل و في "الثورة الجنسية" .
3 – المعقل القوي للدين في ايرلندا اليوم لا يمكن فهمه فقط وفقا للعوامل التاريخية , فهو اليوم يقدم شيئا يحتاجه الكثير من الناس . إنه "يفسر" كل أنواع المصائب الطبيعية و الشخصية على أنها "إرادة الله" . إنه يقدم الأمل في عالم من البؤس , الجهل , الفقر , الإحباط و الاستلاب – و يبقى الوعد بعالم أفضل في المستقبل إضافة قوية . الطريق لإزالة هذا الأساس للدين يكون بتوفير حياة أفضل بكثير, ليس فقط في "الزمن الآتي" بل الآن .
4 – لإضعاف قوة الكنيسة نحتاج إلى إستراتيجية تدمج بين رؤيتنا لعالم أفضل هنا و الآن مع النضال الذي يجذب الجماهير إلى الصراع مع قوة الإكليروس و يكشف الدين كدعامة لاستمرار الحالة القائمة الذي يقف في طريق حاجاتهم و رغباتهم . يجب أن نواجه تسلطية و نفاق الكنيسة .
5 – نحن ندعم مطلب فصل الدين عن الدولة . من الخطأ القول " ...لكننا نعارض الدولة أيضا" . نحن نفعل بالطبع . لكنها قضية تكتيكية تفرضها طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه اليوم . إننا نعارض نظام الأجور أيضا لكن هذا لا يمنعنا من النضال في سبيل أجور أعلى .
هذا يعني النضال ضد السيطرة الكهنوتية على المستشفيات , المدارس , نوادي الشبان الممولة من دافعي الضرائب , مجموعات المجتمع و غيرها . هذا يعني النضال من أجل أفضل القوانين العلمانية في قضايا الطلاق , منع الحمل , التعقيم , الإجهاض و غيرها . هذا النضال سيجبر الكنيسة على أن تعارض مباشرة و صراحة ما يريده كثير من الناس بشدة و بالتالي إضعاف تأييدها . تحقيق النصر في كثير من هذه القضايا سيضعف نفوذ الكنيسة و يبرهن أن الكهنة يمكن هزيمتهم مما سيخلق الفرصة لجر المزيد من الناس إلى المعركة القادمة .
6 – إننا نعتبر الدين مسألة شخصية , في المجتمع عموما . لا يجب أن يتمتع بأية امتيازات خاصة , إعفاءات من الضرائب , أي نفوذ أو قوة , الخ . لا يجب لعضوية كنيسة ما أن تحقق أية امتيازات لأعضائها أكثر من عضوية نادي رياضي أو مسرحي . إننا نؤيد حقوقا متساوية للمواقف الدينية , اللا دينية و المعادية للدين .
7 – داخل المنظمة الثورية – التي هي جماعة مادية على وجه الخصوص – لا يمكن اعتبارها قضية شخصية . إنه جزء من برنامجنا في تصعيد النضال ضد قوة و نفوذ الكنيسة .
هذا لا يعني أننا نحول دون حملة المعتقدات الدينية و عضوية المنظمة . كلا إننا لن نفعل . لكن يجب أن يفهموا أن سياساتنا ستضعهم بصورة حتمية في معارضة الكهنوت . سيقومون , مثلا , ببيع جرائدنا التي تدعو إلى الطلاق , الإجهاض و وضع نهاية لتحكم الدين بالتعليم , علانية الخ .
8 – باختصار إننا نواجه الأفكار الدينية بمهاجمة أسبابها الأصلية . إننا نناضل في سبيل مجتمع أناركي حيث سيجد الناس أن لا حاجة للدين أو أية أفكار تسلطية أو صوفية . إننا نتحدى الدين بطريقة محددة – بأن نظهر أين يعيق التقدم الاجتماعي و بقيادة معارضته في كل فرصة .

Original paper in English at http://www.wsm.ie/story/843